الجنجويد المَرْقُوتْ* !!    -محجوب فضل بدری-

Spread the love

*الجنجويد المَرْقُوتْ* !!

-محجوب فضل بدری-

 

-المرقوت او (بق الفِراش) هو حشرة مسطحة غير مجنحة، بُنِيَّة اللون،وقد ترتدی الكدمول !! تختبٸ فی الاماكن الضيِقة الرطبة،تعيش فی الظلام،وتتطفل علی الإنسان كالجنجويد لتتغذی علی دمه،وتحتل فراشه،وتتزاوج لتضع الأنثی مدة حياتها مٸات البيوض،التی لا تُریٰ بالعين المجردة كعملاء!!وهی مثل المليشيا تنتشر فی كل مكان بلا هدف سویٰ إمتصاص دم الإنسان أثناء نومه،وتعشق العيش فی الظلام،ولا تستطيع مقاومة المبيدات الحشرية،ولا (البل) بالماء الساخن مثل المليشيا فی فاشر السلطان مثلاً حيث المياه الحارَّة، والمثل الشعبی الدارفوری (أَلْمِی حامِی وَلَا لِعِبْ قعونج) !!

-لم تكن تلك المرأة التی إلتهمت النار بيتها،مخطٸة فی تقييمها للآثار الكارثية،بفقدانها منزلها كاملاً بما فيه من أثاث قضت عليه النيران،بل

نظرت (للجانب الإيجابی) من هذا الحريق،وقالت للناس الذين جاءوا لمواساتها فی المصيبة التی حلَّت بها

(عَجَبْنِی للمرقوت!!) فذهبت مقولتها مثلاً،،فهذه المرأة لم تكن تحت تأثير الصدمة،عندما أظهرت فرحتها بتلك المقولة،ولكنها عبَّرت عن عمق معاناتها من المرقوت،والجهد بذلته والمال الذی أنفقته لمكافحة المرقوت الذی أغَضَّ مضجعها وأقلق منامها، وسبب لها الحمیٰ والسهر (والكاروشة)،فجاءت النار لتقضی عليه جملة واحدة الحشرات الكاملة واليرقات والبيض،وإن كان ثمن ذلك فقدانها لمنزلها !!

-كما الشعب السودانی فی غالبه الأعم والذی فوَّض الجيش والتف حوله،ليقضی علی آفة الجنجويد ولو بتدمير ماتبقی من منزلهم،وكان الفريق الركن ياسر العطا أول من بادر بذلك عندما أمر بقصف منزله الخاص بمنطقة جبرة بما فيه ومن فيه من مليشيا،وجاءت تصريحات ومقاطع مصورة ورساٸل مكتوبة من مختلف فٸات الشعب السودانی يطالبون الجيش بتدمير المليشيا،ولو أدَّیٰ ذلك لتدمير منازل المواطنين التی يحتلها الجنجويد المرتزقة اللصوص النهابين،ولم يخرجوا منها بإتفاق جدة،ولن يخرجوا منها بإی إتفاق، وقد تجاوز الأمر مقولة عبدالناصر (ما أُخِذَ بالقوة،لا يُسترد بغير القوة ) ألیٰ الواقع الذی يعيشه الشعب السودانی الذی يقول الآن (ما لم يُٶخذ بالقوة،يُٶخذ بالمزيد من القوة) فالجنجويد مرقوت، يتكاثر بمرور الوقت، ولا تمنعه النظافة،وهو يعيش فی الاماكن النظيفة والقذرة علی حد سواء،ويفضل العيش علی دم الإنسان فإن لم يجد فلا بأس من العيش علی دماء الحيوانات الأليفة!!

-ياجيشنا لا تحسب حسابات الربح والخسارة عند قصفك للجنجويد ف(الفتك) بهم ربح لا يساويه ربح ،و(المتك) مطلب شعبی و(البل) نغمة شجية تعزفها مواسير الدوشكا وقنابل القرنوف،وأزيز الطاٸرات المقاتلة المجنحة منها والمسيَّرة والمروحية،ودانات المدفعية،والصواريخ المحمولة وقذاٸف الآر بی جی،وما إن يصل للناس خبر بتدمير متحرك او ارتكاز او مخازن للمليشيا حتی يتنفسوا الصُعداء ويقولون بلسان الحال والمقال (عجبنی للمرقوت) !!

-كان هناك خواجة محتال لعلَّ إسمه بريللو!! يمتلك طاحونة فی وادی حلفا،التی أزعج فيها المرقوت السُّكان،فقام الخواجة المحتال بتعبٸة الدقيق المتساقط علی أرضية الطاحونة فی اكياس وباعه للناس علی إنه ،دواء لإبادة المرقوت

وسافر إلیٰ مصر،بعد أن جمع مالاً كثيراً من تلك الحيلة،وبعد زمن قابله أحد سكان حلفا هناك وقال له (الدواء بتاعك لإبادة المرقوت،طلع فالصو!!) فقال الخواجة المحتال( إنتو ما عملتو الدواء صاخ المفرود تمسك مرقوت واخد واخد،وتقطع كراعو الأربعة،وتكب شوية من الدواء فی خشمو،،وهو لوخدو راخ يموت!!!)

وهی نفس وصفة توم بيرللو لإخراج المليشيا من منازل المواطنين !!