زادنا توقف تصدير اللحوم الحية بمسلخ في عطبرة* د. الفاتح يس
*زادنا توقف تصدير اللحوم الحية بمسلخ في عطبرة*
د. الفاتح يس
alfatihyassen@gmail.com
في خضم الأخبار المتداولة التي تملأ صفحات الأسافير إستوقفتني تغريدة ممثل شركة زادنا العالمية للإستثمار المحدودة في إحدى القنوات ؛ عن شروعهم بناء مسلخ في ولاية نهر النيل .
بالتأكيد مشروع المسلخ مشروع متعدد الفوائد الإقتصادية ؛ أولها أنه يوقف تصدير الغنم والبقر (اللحوم الحية) ؛ الذي تلقائياً سيوقف تصدير الإناث ؛ ليحافظ على نوعية وصنف وسلالة وجينات الغنم والأبقار السودانية .
مشروع إنشاء مسلخ ليس بالمشروع السهل ، وتحكمه نظم ولوائح وإشتراطات بيئية ومقاييس ومواصفات ؛ بداية من إختيار الموقع وطبيعته وجغرافيته وتضاريسه وسرعة وإتجاه الرياح ، مروراً بطريقة تصميم الحظيرة وقمامة جمع الروث ثم الإستفادة منه في إنتاج الباويوغاز (غاز يصلح للطبخ) ، ثم صالة للفحص الطبي الأولى الذي يسبق عملية الذبح في صالة معزولة ؛ لتجنب التلوث بدماء الذبائح ، وتعقبها خطوة الفحص الصحي الثاني لهذا اللحم المذبوح ، وكل هذا يتطلب بيئة مكتملة التعقيم ؛ حتى لا يحدث نقل للملوثات والتلوث .
بديهي المسلخ يحتاج إلى قسم للسلخ وفرز مخلفات الذبيح مثل الرأس والكوارع والكبدة والكمونية والقرون ، وجمعها في أماكن مخصصة ، بجانب وجود شبكة للصرف الصحي ؛ لتجميع المياة العادمة ووحدة معالجة ، مع توفير أدوات الذبح والوسائل والآلات الهيدروليكية للرفع والذبح والقطع ، وأخيراً وحدة الثلاجات لتخزين وحفظ اللحوم .
كل ما ذُكر أعلاه يُصمم ويُطبق وفقاً لإجراءات صحة الحيوان وسلامة الغذاء ؛ تلك المواصفات والقياسات التي سنتها وشرعنتها المنظمة العالمية للتقيس (نظم الآيزو ISO) ، تحت مسمى إدارة سلامة الغذاء
ISO 22000
الذي يتضمن بداخلة نظام (الهاسب) (HACAP) ، وهي إختصار ل :
Hazard Analysis & Critical Control Points.
وتعني :
تحليل المخاطر والتحكم في النقاط الحرجة .
لابد من إختيار موقع مساحتة كبيرة لهذا المسلخ ؛ تحسباً للتوسعة في زيادة عدد الحيوانات المذبوحة .
شركة زادنا متعددة الأنشطة ، وهذا يؤهلها للعمل بنظام المشروع المتكامل الشامل ، ومشروع المسلخ لابد أن يُرافقة إنشأ مدبغة ومصنع للحوم ، وسوق لبيع مخلفات الذبيح مثل الرأس والكوارع والكمونية وغيرهم .
وممكن يُستفاد من هذه المخلفات في بعض الصناعات ، بجانب أفضلية وجود مشغل وورشة للصناعات الجلدية .
بإذن الله سيكون لهذا المشروع بصمتة الإجتماعية والاقتصادية على ولاية نهر النيل والسودان كله؛ بإعطاء قيمة مضافة للثروة الحيوانية السودانية ؛ التي ظلت تُصدر اللحوم الحية غير مستفيدةً من القيمة المضافة لمنتجاتها النهائية من لحوم مصنعة ومنتجات جلدية ؛ لتخلق فرص عمل وأسواق جديدة ، وتستفيد من دولارات حصائل صادراتها .
*د. الفاتح يس*
*أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والإستدامة.*