تقرير حول تحركات “جوبا إثيوبيا” ومحاولة إحياء مبادرة لقاء البرهان وحميدتي ….

Spread the love

 

عقد رئيس جمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت جلسة مباحثات مع قائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم دقلو الذي وصل إلى جوبا اليوم رفقة رئيس الأركان الإثيوبي ؛ وجاء في الأنباء إن الزيارة إستغرقت ساعة واحدة عقدا خلالها جلسة مباحثات مع الرئيس كير في حضور مستشاره بول ميل .
وتأتي هذه الجهود فى ظل تقدم ملحوظ للجيش السوداني فى كل المحاور وتراجع المليشيا بشكل ملحوظ فى عدد من المحاور .
وتأتى زيارة دقلو ورئيس الأركان الإثيوبي بعد زيارتين الأولى كانت لتوت قلواك المستشار الأمني لسلفاكير والثانية لآبي أحمد لبورتسودان وملخص الزيارتين هو الجمع بين البرهان وحميدتى بدعم إماراتي خاصة بعد إنضمام دولة جنوب السودان لاتفافية الإطار التعاوني لحوض نهر النيل .
ويرى مراقبون أن إثيوبيا وجنوب السودان والراعي الإمارات تريد أن تمنح الدعم السريع قبلة الحياة خاصة وأنه يحتضر فى هذه الأوقات.
*جوبا واللعب بالاوراق*
بالرغم من أن جوبا تعلن وقوفها مع الجيش السودانى ودعم الشرعية الا ان مواقفها العملية تظهر تناقضا واضحا من خلال إستقبالها وفودا من الدعم السريع وقيادات التمرد بإستمرار
وبالرغم من نفي جوبا المشاركة فى القتال فى السودان تثبت التقارير إن هناك جنودا من جنوب السودان فى معارك الخرطوم .
ويتم توثيق ذلك من خلال المجموعات التي تم القبض عليها اثناء المعارك بواسطة الجيش السوداني .
كما لايخفى الدور الإماراتي فى دفع 12 مليار دولار ومساعدة جوبا للمصادقة هلى إتفاقية حوض النيل .
وينتقد المراقبون ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من دعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية المستعرة في السودان، ويقولون إن ما تفعله يُذكي جَذوة العنف .
أوضح “جورجيو كافيرو” الرئيس التنفيذي لشركة «جَلف ستيت أناليتيكس» لاستشارات المخاطر أن دعم الإمارات للجنرال محمد حمدان دقلو حميدتي قائد قوات الدعم السريع ، كان من أبرز العوامل وراء النجاحات التي يحرزها في ساحة المعركة .
وإتخذ الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني ، إجراءات متشددة ضد الإمارات ، فطرد 15 دبلوماسياً إماراتياً في ديسمبر بسبب دعمها المتواصل للدعم السريع .
وقال المحلل جلال حرشاوي ، الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ، لوكالة الأنباء الفرنسية : ”حتى عهد قريب ، كان معسكر البرهان يتوخى الحذر ويحرص على الدبلوماسية ، ويتجنب المواجهات اللفظية المباشرة ضد الأطراف المؤثرة الرئيسية مثل المشير خليفةحفتر في ليبيا وروسيا وأبو ظبي“ .
فلكل من حفتر ومرتزقة مجموعة فاغنر الروسية والإمارات روابط بالدعم السريع وبحميدتي شخصياً ، وقد حرص حفتر وفاغنر على إمداد الدعم السريع بالأسلحة في بواكير الصراع بطائرات فاغنر المتمركزة في جنوب ليبيا .
وترتبط فاغنر ، التي سُميت بالفيلق الإفريقي مؤخراً ، والإمارات أيضاً بعلاقة قديمة مع حميدتي من خلال إستخراج وتهريب الذهب من مناجم جبل عامر في دارفور ، إذ يسيطر حميدتي على هذه المناجم . ويصل معظم هذا الذهب إلى الإمارات حيث يدخل السوق الدولية .
ويحتفظ حميدتي بأمواله وأموال الدعم السريع في الإمارات ، كما أنها مقر شبكة دعاية الدعم السريع على وسائل الإعلام الإجتماعي .
وفي عام 2019 م ، أي قبل نشوب الصراع مع الجيش السوداني بأربع سنوات ، إشترى حميدتي 1,000 سيارة من الإمارات يمكن تحويلها إلى «عربات مسلحة» تحمل مدافع رشاشة. كما يقع مقر شركة عائلة دقلو التي اشترت تلك السيارات ، وهي شركة «تراديف للتجارة العامة»، في الإمارات .
ويقول قادة السودان الآن إن ما ترسله الإمارات للدعم السريع لا يقتصر على وسائل النقل البري.
فقال الفريق أول ياسر العطا في كلمة أمام أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان في نوفمبر 2023 م : ”المعلومات تَرِد إلينا من المخابرات والمخابرات العسكرية ومن الخارجية الدبلوماسية بأن دولة الإمارات ترسل طائرات دعماً لهؤلاء الجنجويد.“
وذكر الباحث محمد سليمان أن إتهامات السودان الأخيرة تتفق مع علاقات الإمارات بالدعم السريع .
ويقول سليمان ، الذي يدرس تكتيكات الدعم السريع ، مؤخراً في مقاله لموقع «بوليتيكس توداي» : ”إن دعم الإمارات لهذه الميليشيا [يقصد الدعم السريع] يأتي بأشكال مختلفة ، مثل التمويل المباشر ومعدات الإمداد والتموين والعتاد العسكري ؛ وهذا الدعم العسكري زود الميليشيات بالأدوات اللازمة لإرتكاب جرائم لا تُعد ولا تُحصى.“
وقال المحلل نسيم أحمد لمؤسسة «ميدل إيست مونيتور» إن ما تفعله الإمارات يساهم في تعزيز مصالحها في السودان للحصول على الذهب والموارد الطبيعية الأخرى ، وأضاف أن ما تقوم به من مساندة الدعم السريع يمنحها أيضاً نفوذاً لمواجهة دولٍ مثل مصر والسعودية ، وكلتاهما تدعمان الجيش السوداني .
وكتب يقول : ”إن ما تفعله الإمارات لا ينشر الأمن والإستقرار ، وإنما يساهم في إنهيار المؤسسات وصعود العناصر العنيفة غير التابعة للدولة.“
ويسلط “أليكس دي وال” ، مدير مؤسسة السلام العالمي ، الضوء على أهمية الدعم المقدم من الأطراف الخارجية – وخاصة الإمارات – في ظل استمرار الصراع بين الجيش والدعم السريع ، في حين يضغط المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار .
وقال لقناة الجزيرة : ”ما أخفقت جهود السلام في تحقيقه حتى الآن هو التوفيق بين القوى الخارجية الداعمة ، وخاصة الإمارات ، بشكل أو بآخر . ومن المستبعد أن تنتهي الحرب إلى أن يحدث ذلك“ .