فِقْهُ التبرير* !!    -محجوب فضل بدری

Spread the love

*فِقْهُ التبرير* !!

-محجوب فضل بدری-

 

-رحم الله الأستاذ المهندس الشيخ الطيب مصطفیٰ عبد الرحمن،وسقت قبره سحاٸب الرحمة والغفران،فقد كان يقول داٸماً(إنَّ فقه التبرير، هو أسهل أنواع الفقه،فكل شخص من الجنسين، صغيراً كان أم كبيراً يستطيع تبرير أفعاله وأقواله،أمَّا أن يكون تبريره مقنعاً أم لا فذاك شٸٌ آخر !!) ويضرب لذلك مثلاً فيقول (لو سألت طفلك لماذا فعلت ذلك الشٸ؟ فسيقول لك،ده ما أنا، أو ماكنت قايل !! وبالتالی فهو يبرر!! )

-وبطبيعة الحال يستطيع الدعم السريع وماكينته الإعلامية أن يبرر إشعال الحرب بسبب حرصهم علی جلب الديمقراطية، ويستطيع تبرير الانتهاكات التی ارتكبها منسوبوه، بأنها تصرفات فردية من المتفلتين، ويستطيع تبرير إستهداف القریٰ الآمنة وإغتيال المدنيين بأنها لإستٸصال الفيلول والkeyzan ، ويستطيع تبرير تحشيد المرتزقة من دول الجوار الأفريقی، بأنهم هٶلاء مواطنون سودانيون نزحوا سابقاً من بطش حكام السودان وعادوا اليوم لإسترداد حقوقهم المسلوبة،ويستطيعون تبرير خطاب الكراهية ضد الجلابة ومواطنی الولايات الشمالية ونهر النيل،بأنهم يستهدفون إزالة دولة ٥٦،،وكل ذلك وغير ذلك لن يستر سوءاتهم إلا كما يستر الغربال الشمس فی رابعة النهار،او كما يغطی الأصبع الوجه !!

-وبالمقابل تستطيع قيادة القوات المسلحة بأن تبرر عدم تسليح المستنفرين، بخشيتها من تسرُّب السلاح وانتشاره بما يهدد أمن البلاد والعباد،او وقوع السلاح فی أيدی أعداء غير منظورين الآن،، وتستطيع القيادة بأن تبرر إنتشار قوات العدو فی الكثير من المدن والقری، إلی وجود عملاء وجواسيس من الداخل يسهلون علی العدو دخول تلك المناطق، وكذلك بمقدور القيادة أن تبرر إخلاء بعض المواقع العسكرية، أو إنسحاب بعض الحاميات، أو الإرتكازات، بقلة عدد القوات المناط بها حماية تلك المواقع، وإن إنسحابها جاء للحفاظ علی تلك القوات،وأن الجيش عارف شغلو كويس، وإن الهدف يتحقق، ولكن الملكية لايعلمون، وإن التحرك البطٸ مقصود وناجح !!

-وتسطيع القيادة السياسية أن تبرر عدم تشكيل حكومة حرب او حكومة إنتقالية من الكفاءات غير الحزبية بأن المشاورات جارية،وتستطيع قيادة الدولة أن تبرر قبولها المبدٸی للجلوس للمفاوضات، بأن أی حرب لابد لها أن تنتهی علی ماٸدة التفاوض،ولكنها لا تقول بأنها تتعرض لضغوط خارجية هاٸلة لتجبرها بقبول الدنيّة من أمرها،ولا تقول بأنها تخشی القحاطة الذين يسلقونها بألسنة حِداد ويتهمونها بأنها واقعة تحت سطوة (الإسلامويين!!)

-والقحاطة (الله يكرم السامعين) يبررون مساندتهم للإرهابيين والمتمردين بأنهم يريدون تطبيق الإتفاق الإطاری،المشتمل علی إعادة هيكلة الجيش وبناء دولة الحرية والعدالة والديمقراطية!! والقحاطة باسمهم الجديد (تَقَزُّم) يبررون عدم تنفيذ إلتزامات الدعم السريع التی وافق عليها فی منبر جدة زمنها إخلاء منازل المواطنين والأعيان المدنية بالقول يمشوا وين؟ والجيش دمر معسكراتهم !!

-وكل تلك التبريرات سهلة جداً يجيدها كل شخص قادر علی الكلام مثل قدرة اللايفاتية علی وضع الخطط الحربية وإجراء المناورات الوهمية التی تحاكی حرب المدن،ويطالبون الجيش بتطبيق ما يقولون وكأنهم من كبار الجنرالات أصحاب القدرات العسكرية الفذة والتجارب الميدانية الثرَّة !! وهم كمن يهرف بما لا يعرف !!

-جيشنا رمز عزتنا وفخارنا،جيشنا كالذهب لا تزيده النار إلا تجميراً وصقلاً وبهاءً

-والنصر الحاسم الصريح آتٍ بحول الله وقوته، لكنكم تستعجلون