جبيت يا مرعبة* !! -محجوب فضل بدری-
*جبيت يا مرعبة* !!
-محجوب فضل بدری-
-يُحاذر الضبَّاط الأصاغر،من دورة قادة فصاٸل، والتی لا مناص عنها،ومكانها مدرسة المشاة بجبيت ،أو (قبيت) كما ينطقها أهلها،فهی أشدَّ بأساً، وأعنف تدريبا،لأنَّ التدريب فی مصنع الرجال وعرين الأبطال الكلية الحربية،بالكلية الحربية يعتبر مجرد نزهة مقارنة بما يلاقيه (الضابط الطالب) فی دورة قادة فصاٸل بمعهد المشاة فی جبيت، بطبيعتها ذات الجبال الشاهقة والمسالك الوعرة،التی لا يخفف من قسوتها إلَّا شجيرات الأراك المتناثرة هنا وهناك،بجانب البرنامج التدريبی الصارم،والمعلمين الأشدَّاء،فالعرف الساٸد عندهم (ما ينوم) وعرق التدريب يوَّفِر دماء المعركة ٠
-ولابدَّ إنَّ الفريق الأول البرهان قد تذكَّر تلك الأيام، وهو يتلَّقیٰ التحية من طابور الضباط الخريجين الذين (بيكونوا يادوب كده شالوا نَفَسهم)
عندما إنفجرت طاٸرة الإرهابيين المسيَّرة فی قلب الطابور،لتقلب الفرحة إلیٰ كارثة !! وأعقبتها أخری،ولربما ظنَّ البعض إن الإنفجار جزء من (أصوات المعركة) التی تلقوا التدريب عليها!! إذ إنَّ القاٸد العام،لم يخفض يده من التحية،قبل وأثناء وبعد الإنفجار(حياه الله من قاٸد معلم عَلَم الجبل الثبات) !!
والمعروف عند البرهان (الساعد القوی)،فقد كان يمد ذراعه بشكل أُفقی،فيوضع عليه جوال السكر زنة ٥٠ كيلو،لمدة من الزمن، ولا ينثنی ذراعه !! (الله يخدِّر ضراعو)والبرهان مقاتل شرس لا يعرف الخوف ولا يعتريه الهلع،يشهد بذلك كل من عَمِل معه،فی مسارح العمليات النشطة، والكماٸن المفاجٸة،وجاءت (حادثة جبيت) لتعيد للأذهان بأن البرهان لم يتسلل الوهن إلیٰ قلبه ولا إلیٰ جسده،فقدم للجميع نموذجاً باذخاً لصفات القاٸد الذی لا يعرف الخوف، شاهدتُ مقطعاً لأحد الضباط الخريجين شاهد عيان وهو يتحدث بفخرٍ وإعجاب بشجاعة القاٸد البرهان، إذ لم بتزحزح من مكانه، حتی مرور آخر خريج وإخلاء كل جريح،ويتحدی به الإرهابيين وهو يقول:- ده قاٸدنا، انتو قاٸدكم وين؟ وينو الروبوت بتاعكم!! وينو ود ام بعلو بتاعكم !!
-كلمة البرهان فی جبيت لم يفجرها التفجير،بل جاءت عن قناعة وثبات علی مبدأ (إن ما أُخذ بالغدر لا يُعاد إلَّا بالقوة) فما نفعت (جدة ولا جدادة) كما قال مالك عقار ولن تنفع (سويسرا ولا سواسيو) كما قال صلاح التوم من الله،فوالله لن ندعهم ولو بقوا فی قطية محروقة،فلن يكفينا بعد الآن، مجرد الخروج من منازل المواطنين ولا من الأعيان المدنية،ولو أراد الكفيل مخارجتهم فما عليه إلَّا أن يشتری لأی أم قرون عدد واحد (حديد بوكسی) ولأی دعامی إرهابی (روح اسبير) فلن نترك لهم روحاً واحدة،ولو تعلقوا بأستار الكعبة، مش منبر جده والله أكبر فوق كيد المعتدی،اللهُ للمظلومِ خير مٶيدِ ٠
ولسعادة القاٸد العام التحية وهو يجسد أبيات شاعر العبابدة الذی يستفسر عن حالة الخوف فهو لا يعرفه، فيقول :-
(-نحنا إخوان عِنيبة القَرنَها بِجُولو ٠)
(-بنثبت لی حديد درقاً بِبُرْكُولو ٠)
(-هُوْ الخوف يا ام رشوم، كيفن بِسَوُّولو٠)
(-سيدو بينتكی، ولَّا بْيقيف طولو ٠)
أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
﴿إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةࣱ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَیِّئَةࣱ یَفۡرَحُوا۟ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ لَا یَضُرُّكُمۡ كَیۡدُهُمۡ شَیۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا یَعۡمَلُونَ مُحِیطࣱ﴾ صدق الله العظيم