كلام مُر ولكنه ضروري جعفر عباس 

Spread the love

كلام مُر ولكنه ضروري

جعفر عباس

وبلادنا اليوم مهددة بالتفكك والانقسام، مما يجعلنا نصب اللعنات على حكامنا منذ الاستقلال، ونلعن خاشهم، لابد لنا من الإقرار بأننا كشعب مسؤولون عن سقطات وزلات حكوماتنا المتعاقبة، لأن حس المواطنة عندنا ضعيف، والانتماء الى الجهة والقبيلة أقوى عند معظمنا من الانتماء للوطن، ونزعم اننا شعب شديد الوعي السياسي، فقط لأننا نعشق الجدل وطق الحنك في الفاضي والمليان، وكما قال ابن الخطاب رضي الله عنه، فإذا أراد الله بقوم سوءا سلط عليهم الجدل وقلة العمل

وفي نقاط مبعثرة هذه بعض عيوبنا:

= نشكو من ضيق المعيشة وشح المال، ثم نفبرك المناسبات لممارسة الهجيج والضجيج = تأتي الانتخابات فنختار ما بين البغل والحمار، كما أننا نغني للديكتاتوريين حينا طويلا من الدهر، ثم نلعنهم ونطيح بهم ونغني مجددا لديكتاتور جديد. = والحرب الحالية ما هي إلا امتداد لحروب لم تتوقف في هذا الإقليم او ذاك لم تحرك فينا ساكنا، ولثقافة العنف التي نمجدها في أشعارنا وأمثالنا الشعبية ونغني للسيف “البسوي التح” وال”بحد الروس”، و”بتريد اللطام وسيفك للفِقَر قلّام”، ويطربنا تبرؤ شغبة المرغومابية من ولدها حسين لأنه ما “بتاع دواس”، وتعايره بأن “بطنك كرّشت غي البنات ناسي/ ودقنك حمست جلدك خرش مافي” وما زال الكيزان الى يومنا هذا يطربهم أن “تراق منهم ومنا وكل الدماء”

ونحن الشرف الباذخ وحماة الإسلام، ونحن اهل الكرم والشهامة وفرسان الحوبة، ومعظم قبائلنا سليلة البيت الهاشمي ولكن ليس أبو لهب (وهو عبد العزى بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم)، وعندنا أقوام من أحفاد الصحابة ولكنك لن تجد من يزعم انه حفيد بلال الحبشي أو صهيب الرومي أو سلمان الفارس، كل ذلك لأننا ندمن (التباهي والبوبار)، والبكاء على الأطلال

 

= نتباهى بالتكافل ولا ننتبه الى أنه قد يؤدي أحيانا الى تكاثر تنابلة لا يعملون ولا يبحثون عن العمل و”ماكلين وشاربين” وفي منتهى القيافة، وعندهم أرصدة متلتلة تعينهم على تمضية الوقت على هواتف أكثر منهم ذكاء ++ لا نحترم العمل العام والمال العام +++ لا نحترم المواعيد +++ صارت الرشوة أمرا روتينيا مثل طابع الدمغة لإنجاز المصالح، والمرتشي فاسد والراشي مفسد +++ نزعم أننا أكثر المسلمين تمسكا بتعاليم الإسلام، ثم نضع ثقتنا في الدجالين ونمارس الطقوس الوثنية، ونعلق فشلنا على شماعة العين الحاسدة ++ لا بأس في الانتماء الى قبيلة ولكن الزعم بان قبيلة ما هي ال”توبtop” والأفضل استعلاء قبيح وغبي ++ التمييز العنصري كامن في جينات معظمنا، ونقسم الناس الى “عب” و “ود عرب”، و”نستخسر” في الأفريقي كامل السواد حرف الدال، ولا نقول عنه “عبد” بل “عب”، أما ذات الأصول الأفريقية الخالصة فهي ليست عبدة بل “خادم”++ نمارس الاستعلاء الاجتماعي الكاذب ونحرص على اقتناء أفخم الأثاث والمفروشات والبطون خاوية والصحة الى “الهاوية”

ورحم الله امرؤً أهدى اليّ عيوبي، والاعتراف بالعلة نصف الطريق الى علاجها