دخول سنجة* -محجوب فضل بدری-
*دخول سنجة*
-محجوب فضل بدری-
-كان ذلك بعد صلاة العِشاء فی ليلة من ليالی عام ١٩٩٠م،وكان برفقتی المخرج التلفزيونی صالح مطر،دخلنا سنجة،التی لم أَرَها من قبل،وكانت محطتنا المقصودة هی قرية الرَّماش للمشاركة فی ليلة حِنَّة العريس راٸد يونس محمود محمد،وكان وقتٸذ قد أُشتهر بحديثه السياسی الذی يبدأه بقوله(أيُّها الشعب السودانی البطل) ويختمه بالقول( والله أكبر والعِزة للسودان)،وكنتُ أنوی الوصول إلی حامية سنجة،لكی نجد من يدلنا علی الطريق إلیٰ(الرًّماش) مسقط رأس اللواء الركن(م) دكتور يونس محمود محمد(الراٸد وقتٸذ) عندما لمحتُ عربة بوكس دبل كابين تحمل شعار منظمة الزراعة العالمية(الفاو)،مثل تلك التی كان يستغلها الأستاذ نور الدين سيدأحمد صاحب برنامج الحقل والعلم التلفزيونی الشهير،وحَسَبْتُه هُوَ فاوقفته،ووجدت فی العربة زميلاً له قادنا إلیٰ منزل مدير قسم الشرطة،الذی ينزل معه نورالدين سيداحمد،واسمه أيضاً (نور الدين) !
الذی رحَّب بنا ترحيباً حارَّاً،وأمر الرقيب النبوتجی أن يقودنا إلی قرية الرماش،وقد كان، وتوطدت علاقتی بسنجة مع مرور الأيام،وكان لی من الأصدقاء من أهل سنجة الزميلة المهندس علوية حسن فضل،ناٸب مدير تلفزيون الجزيرة،المدير فی مابعد ،وزوجها الأستاذ مولانا نمر المستشار القانونی لحكومة ولاية الجزيرة لفترة طويلة وبناتهما،والأخ الطيب سالم المقاول الكبير وغيرهم
وبالطبع الأخ الكريم الدكتور اللواء يونس محمود محمد وأُسرته الكبيرة والصغيرة.
-لم أعرف من هم أكثر كرماً ولُطفاً من أهل سنجة،وسنجة كإسمها فهی (وَزْنَة) تحفظ الحقوق،مثل سنجة الميزان،وتُجمَع علی سِنَجْ وسِنْجَات،وأصل الكلمة هو (صَنْجة) فارسية،وسِنجة تُخيف العدو،ومن معانيها، (الشفرة الطويلة) تلك التی تُثَبَّت علی فوهات البنادق(السونكی) و الكلمة تركية بمعنی (حَرْبة) وفوق كل ذلك تقول الروايات الشعبية إن تاجراً أضاع (سِنجة ميزانه) فی ذلك الموضع،وطفق يبحث عن السِنجة فَسُميت المدينة سِنجة.
-ذلك معنی كلمة سِنجة لغةَ،أمَّا معنی سنجة إصطلاحاً،فهو دخول الجيش بالقوة،وليس مثل دخولی ذلك الآمن، ولسِنجة اليوم معنیً آخر،فقد كانت سنجة اليوم علی موعد النصر واكتمال الهلال، مع لقاء الأبطال من بواسل جيشنا،وكل القوات النظامية والمستنفرين المجاهدين،فحرروها حُمرة عين فی الضحی الأعلیٰ،عنوة وإقتداراً، وطردوا البغاة المعتدين وما إن أُعلن تحرير سِنجة حتَّیٰ حطت طاٸرة فخامة رٸيس مجلس السيادة القاٸد العام للقوات المسلحة الفريق أول البرهان ليحيَّ المواطنين،ويعلن عن الخطوة التی تلی تحرير سنجة، فمثلما قال اللواء عبد المنعم عبد الباسط قاٸد محور سنار،(كل القوة سنجة جوَّه) وَرَفع علم السودان علی جامع سنجة الكبير،فإنًّ الزحف المقدس لن يتوقف، قبل يكون الشعار (كل القوة مدنی جوه) والنصر مع الصبر،وإنَّ مع العسرِ يُسراً.
-النصر لجيشنا الباسل.
-والعِزة والمِنعة لشعبنا المقاتِل.
-الخِزی والعار لأعداٸنا،وللعملاء، ولدويلة mbz أو wuz.
-وما النصر إلَّا من عند الله.
-والله أكبر، ولانامت أعين الجبناء.