#تدفق رحيق البرتقاله علي اناشيد اكتوبر في الرحيل #الي الشاعر الراحل محمد المكي ابراهيم

Spread the love

#تدفق رحيق البرتقاله علي اناشيد اكتوبر في الرحيل

#الي الشاعر الراحل محمد المكي ابراهيم

# الشاعر م.عبدالله عثمان احمد

يا برتقالة

ساعات اللقاء قصار

تامليني فالصباح اطل

البحر ساج

وتحف

وتحفاف النخيل غزل

وبركة القصر بنيولفر ازدحمت

والنحل اشبع كاسات الزهور قبل

واني الان ازهي مايكون

واصبي من صباي

ومكسيات كن النور الجديد ازار

كنا ببغداد ايام زهوها العربي طلاب بالجامعات والمعاهد العراقية والشعر في العراق كنخل العراق ينبض العراق شعرا بمختلف الفلسفات الجمالية تعرفنا علي ماتبقي من جيل السياب ونازك الملائكة والجيل الستيني والسبعيني والثمانيني الخ وكل جيل بتبني فلسفه مختلفة ويقتربوا ويبتعدوا وتظهر اسماء منفردة في الجيل

وكنا نقارن احيانا بين انفراد اصوات الشعر السوداني حتي في الفلسفة الواحدة وتوقفنا كثيرا عند مدرسة الغابة والصحراء والتي ضمت الراحل محمد المكي ابراهيم ود.محمد عبدالحي وكماذكر الراحل محمد المكي ابراهيم انهما كانا طلاب في جامعة الخرطوم وكنا نؤشر تميز كل صوت عن الاخر كتب د.محمد عبدالحي العودة الي سنار وحديقة الورد الاخيرة ورؤية الملك وابتعد عن رؤية محمد المكي ابراهيم واسلوبه ومفردته وايقاعه واقترب من ابوالعلاء وحينا ابوتمام وضيق عبارة الشنفري فكان كلما اتسعت المعرفه عنده ضاقت العبارة بل هو يكثف العبارة لدرجة انها قطعة من بلور مضغوطة لها عده زوايا وانعكاسات كما تقول سوزان برناندو الفرنسية

فكان بيننا جدل كبير ولكنا خرجنا بتميز كل شاعر سوداني من ذاك الجيل الستيني وكل واحد منهم يشبه نفسه

وعندما كنا نطلع علي مجموعة انا بعض الرحيق والبرتقالة انت اكتشفنا الروح الفسيح والعشق المريح وهدوء شخصية محمد المكي حتي في شعره غير المنفعل وهي مرحله قفذت به من المرحلة التي رسمت ملامحه في اذهاننا مرحلة الانفعال الثوري جيل العطاء المستجيش والاكتوبريات وتمر الايام لاعرف ان الشاعر محمد المكي ابراهيم في بغداد وكنت اشرف علي منتدي ادبي يعني بالثقافة والتراث اسمه منتدي المرايا في اتحاد الطلبة السودانيين في بغداد وسالت من يوصلني الي محمد المكي ابراهيم فذكروا لي د.الصادق ابونفيسه هو الذي يمكن ان يوصلك له لانه كان موظف في الامم المتحده ومحمد المكي يعمل مترجم مع بعثة الامم المتحدة فذهبت الي د.الصادق ابونفيسه وكان له ابناء اخت زملائنا في بغداد الهادي الطيب ونصر الدين الطيب وجدت د.الصادق ابونفيسه بتقاليد الجيل الستيني في الحفاوة والانضباط الوظيفي والبرتكول في الاستقبال والوداع فبعد ان اتفقت معه علي ان ياتي لنا بالشاعر محمد المكي ابراهيم ونحن نحتفل بذكري اكتوبر فوافق دون تردد وكنت اعرف د.الصادق مناضل ضد الديكتاتورية وهو عضو مكتب سياسي لحزب الامة جناح الهادي وحددت له موعد الامسية واعلنت عن الامسية التي لاشك فوق المعتاد والضيف ضيف كريم من جيل اكتوبر بل شاعر اكتوبر فكان الحضور رائع لم يبق متابع لم يحضر ولم يدع مثقف من السودانيين الدارسين بالعراق يفوت هذه السانحة الرائعة التي قل مايجود بمثلها الزمان سيحضر الشاعر الثوري وشاعر الرحيق المتدفق حبا وسماحه واريحية وجمال

فحضر في الموعد والقي محاضرة رائعة عن اكتوبر لاحد المشاركين المكتنفين رائحتها والنازفين علي جراحتها الم عميق وسرد قصة اكتوبر في محيط الجامعه وهو طالب في جامعة الخرطوم وبجواره صديقه د.محمد عبدالحي وتشرب عبق الثورة واكتنفه وشيع الشهيد القرشي وبجواره د.محمد عبدالحي كماذكر وذهبوا الي قرية القراصة في تشييع مهيب وهو يسرد يجعلك تتمني ان كنت داخل موكب التشييع واتسعت المعرفة بعظمة هذا الجيل الذي مشي الي اكتوبر وشيع شهيد من الخرطوم الي القراصة

هل هذا الجيل لم يورث؟هل المجتمع المتسامح كامل الانسانية الذي يشيع شهيد الي قرية القراصة في ذالك الزمان وكيف انعكس موت شهيد طالب علي الشارع والمنازل والقري والمدن اين مضي هذا الحس الوطني والانساني في عهد الظلام والاستبداد وادخل ابن جيلهم الطيب صالح الذي قال من اين اتوا هؤلاء حقيقة لايشبه واحد منهم ملامح هذا الجيل المتسامح الكريم

سرد محمد المكي ابراهيم الاحداث وتداخل عدد من الزملاء اذكر منهم البروف جلال زيادة ود.بابكر شبو واخرين وانتهت الامسية وقد كساها روح اكتوبري اخضر وانتعش الحلم في من حضر بان اكتوبر عائد

شكرت استاذنا المهذب الوقور ودعوته ليحضر الحفل الختامي لاسبوعنا الثقافي لذكري اكتوبر وكان صادق الوعد رغم ارتباطاته وشرفنا في الحفل الختامي لتنشد فرقة عازة اكتوبريات محمد المكي ابراهيم والحان محمد وردي واحتفي به الوجود الطلابي والعاملين

هذه السماحه التي تجاوب بها الاستاذ محمد المكي ابراهيم حفظت له ذكري خاصة في الوسط الطلابي السوداني في بغداد ودخل قلوبنا كماسبقه اليها شعره فهو منساب كقصيده سلسله ترف كدخول الروح

اللهم ارحم عبدك محمد المكي ابراهيم واغفر له وابدله دارا خير من داره واهلا خير من اهله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كماينقي الثوب الابيض من الدنس وادخله الجنة وعذه من النار وعذه من عذاب القبر برحمتك ياارحم الراحمين واكرم نزله وانت اكرم الاكرمين اللهم عظم اجرالبلاء وكماقال رسول الله صلي الله عليه وسلم الانبياء اعظمك بلاء فالامثل فالامثل فالامثل اللهم نسألك ان تبعثة مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

حار العزاء لاسرته واهله وادباء السودان ومحبيه

له الرحمه والمغفره

م.عبدالله عثمان احمد

خريج جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة

ماجستير اخراج

شاعر وروائي