عشرة دقيقة صفا* !! -محجوب فضل بدری-
*عشرة دقيقة صفا* !!
-محجوب فضل بدری-
-هی بمثابة التحلل الأصغر من إحرام البيادة-للمقارنة مع الفارق- يُسمح فيها للمستجد بما كان محرًّماً عليه أثناء الطابور ،ماعدا (الأكل أو الشرب أو الجلوس أو الإبتعاد عن أرض الطابور) فكل هذا ممنوع !! ونترك للقارٸ أن يَسأل : طيِّب الما ممنوع شنو؟
-وبما إنَّ الشعب السودانی فی عمومه (مُستجد حرب) أی لم يعيش أجواء الحرب من قبل،إلَّا سماعاً فی أغنيات الحماسة ، من قبيل (ورونی العدو واقعدوا فَرَّاجَة!!) وعليه فمن غير المستحسن ، أن يحشر (المتفرج) أنفه فی دقاٸق إدارة العمليات العسكرية ،وفنِّياتها ،فالحرب هی مجموعة عمليات ، غايتها القصوی هی (تدمير قدرات العدو المادية والمعنوية) لكننا نریٰ ونسمع الكثير من المداخلات التی تحاول أن تدير الحرب من لوحة المفاتيح علی الهواتف المحمولة ، وتنتقد القيادة وتقترح ما يجب عمله ، وما لايجوز فعله،ورسالتنا لأمثال هؤلاء ،قول “ود اللمين” لجمهوره المتلهف لسماع أغنياته التی يحفظها الجمهور عن ظهر قلب ، ويسابقه علی أدائها !! فقال :- (ما هُوْ، يا تغنوا إنتو يا أغنِّی أنا !!)
-والآن والقيادة العسكرية والسياسية مشدودة من كل الأطراف ، بين الداخل والخارج مواطنون بين لاجٸ ونازح ، ومستشفيات بين مُدَّمرٍ ومُحْتَل ،وجامعات مغلقة ، ومدارس تحولت إلی معسكرات نزوح ،زوزراعة ضاعت مواسمها ، وعملة انهارت قيمتها ، واقتصاد يترنح ، وحرب داٸرة فی كل صقع ، ودول جوار ضالعة فی التآمر ،ودعوات للسلام ملغومة ، ونداء لوقف الحرب معلومة ، وجيش يقاتل ببسالة منقطعة النظير ، والعالم ضد دولة فی حرب عالمية جديدة !!
-وجيشنا لم يطلب (عشرة دقيقة صفا) فهو يحتاج للإسناد ، ويلزمه الإستعواض وكل شٸ يمكن إستعواضه إلًّا الوقت !! ففی كل دقيقة ، بل فی كل ثانية يرتقی منه شهيد ، ويتضرج بدمه جريح ، ويفقد طلقة أوصاروخ أو قذيفة ، و(المستنفرين) من أبناء الشعب بقدر ماهم إضافة مقدرة للقوات المسلحة مادياً ومعنويا ،بقدر ماهم زيادة أعباء علی الجيش ، فی تدريبهم وتنظيمهم وتسليحهم قبل الدفع بهم إلیٰ مسارح العمليات النشطة، ومع كل ذلك فاللايفاتية ينظِّرون للجيش من أمام الكاميرات ومن وراء الكيبوردات ،أفعل ولاتفعل ، وكأنهم قد أُوتوا الحكمة وفصل الخطاب ، مع توفُّر حُسن النية
– إن الجيش يكسب فی كل يوم عدداً من النقاط وصولاً للضربة القاضية الفنية (الحتمية) ولا معين له إلَّا الله٠
-طلبت الأميرة المدللة من أبيها الملك أنها تريد أن تریٰ كيف يخطف التمساح البنی آدم !! فأمر الملك أن يٶتیٰ بأحد الأشقياء ليقف فی وسط بركة فيها تمساح ليخطفه، وجلست الأميرة عند البحيرة والناس وقوف والمسكين واقف ينتظر مصيره المحتوم ، وطال الزمن ولم يتحرك التمساح ذو الدم البارد ، فتضجر أحد الفَرَّاجة وقال للضحية : (انتَ جلبق الموية بی رجلك كده،عشان التمساح يسمع ويتحرك !! ) فالتفتت الأميرة للمتكلم الشليق وقالت له (إنت البتعرف الجلبقة تعال جلبق إنتَ) وقام الحُراس باللازم ، ونجا المسكين ، ووقع الشليق ،
خلوا للقيادة عشرة دقيقة صفا ،أو تعالوا جلبقوا أو غنُّوا !!
وَضَحَت !!